JavaScript Menu, DHTML Menu Powered By Milonic
 
  
 
الصفحة الرئيسية  |  خارطة الموقع  |    بحث        
 
الإسم:
البريد الالكتروني:
أدخل عنوان بريدك الالكتروني لتشترك في رسائلنا الإخبارية













 
 
 
أقليات الروهينجا في بنغلادش
12 يوليو 2007

أقليات الروهينجا في بنغلادش
" ليس للسعادة وجود في هذا المكان"


أكثر من 250000 من أقليات الروهينجا المسلمة فرت من ميانمار(ولاية راخين الشمالية) إلى بنغلادش في عام 1992 نتيجة تعرضها للتمييز والعنف وممارسات العمل الجبري التي إتبعتها سلطات ميانمار. وعلى مرالسنين، عادت معظم أقليات الروهينجا إلى ميانماربينما البعض الآخر إستمر في الفرار إلى بنغلادش.

تعيش على الحدود البنغلاديشية اكثر من 26000 من أقليات الروهينجا اللاجئة التي رفضت العودة الى ميانمار في المخيمين الرئيسيين كوتوبالونغ ونايابارا الواقعان جنوب كوكس بازار. بينما هنالك عدد غير معروف لأقليات الروهينجا تعيش في منطقة تيكناف الواقعة قرب حدود ميانمار.

ويعيش أكثر من 7500 لاجىء في مخيم "تل" الذي لا تتوفر فيه الشروط الصحية والمعيشية الأساسية بالإضافة إلى 2200 لاجىء في منطقة شاملابور الشاطئية.ولقد نجحت نسبة قليلة من أقليات الروهينجا في الإندماج في المجتمع البنغلاديشي حيث أن عددا من هؤلاء الأشخاص عادوا الى بنغلاديش بعد ترحيلهم إلى ميانمار.
 
بدأت أطباء بلا حدود في تقديم خدماتها لأقليات الروهينجا في بنغلاديش خلال فترة هجرتهم الجماعية من ميانمار قبل 15 عاماً حيث قامت المنظمة  بتوفيرمجموعة واسعة من خدمات الرعاية الصحية الأساسية في مخيمات اللاجئين. وقد غادرت أطباء بلا حدود المنطقة عام 2003 غير أنها إستأنفت أنشطتها مجدداً منذ العام الماضي.  
 
من سيء...
 يتوفر لدى المجموعات الكبيرة من أقلبات الروهينجا التي تم تسجيلها عام 1992 والتي تعيش منذ ذلك الحين في مخيمات اللاجئين الرسمية  الحصص الغذائية والرعاية الصحية الأساسية إضافة الى نسبة من التعليم.

وفي ابريل 2007، إفتتحت أطباء بلا حدود وحدتين للعلاج تضم كل واحدة منها 20 سريراً في مخيمي كوتوبالونغ ونايابارا. وخلال أول شهرين من إطلاق العملية، تم معالجة 650 مريضاً. وفي الوقت الحالي يستعد فريق أطباء بلا حدود لفتح وحدات توليد في كل من المخيمين.
 
على الرغم من أن وضع هذه المجموعة من أقليات الروهينجا أفضل حالاً من اللاجئين غير المسجلين غير أن حياتهم محصورة داخل أسوار المخيمات. فهم يعتمدون على المعونات وليس بوسعهم العمل خارج المخيمات. فالمستقبل الذي ينتظرهم يبدو قاتماً.
 
"ر" هي أم عمرها 17 سنة. لقد كان عمرها سنتين فقط عندما وصلت إلى مخيم كوتابولنغ برفقة أمها وإخوتها وجديها. ما زالت "ر" تعيش هناك منذ ذلك الحين إلا أن أمها اضطرت إلى الرجوع لميانمار أما أخوها فترك المخيم إثرمواجهته مشاكل مع سلطات المخيم بينما جداها توفيا . "ر" ليست على دراية أبداً بالعالم وما يحصل خارج نطاق المخيم.

"ر" متزوجة لكن زوجها مختبأ لأنه غير مسّجل في المخيم. وتقول ر "لم أرى زوجي منذ أكثر من 5 أشهر. وتضيف قائلة " أريد البقاء في بنغلاديش ولكن خارج المخيم حيث أنه ليس للسعادة وجود في هذا المكان".
 
إلى أسوأ...
 
يواجه  اللاجئون من أقليات الروهينجا غير المسجلة والمشتتة في أنحاء منطقة تيكناف حياة أكثر صعوبة.. حيث تسعى هذه المجموعة الى البقاء عن طريق العمل الشاق الذي يعود بمال قليل إضافة إلى نضالها المستمر من أجل الحصول على الإحتياجات الاساسية مثل الغذاء والماء والرعايه الصحية.
 
يتألف مخيم تل من مجموعة ملاجىء صغيرة في حالة سيئة واقعة ما بين نهر ناف والطريق السريع المؤدي إلى مدينة كوكس بازار. وقد لجأ الى هنا  أكثر من 7500 من الرجال والنساء والأطفال من أقليات الروهينجا على إمتداد أرض طولها 800 متر وعرضها 30 مترا. إنه لمن النادر توفر الغذاء ومياه الشرب في هذه المنطقة بالإضافة إلى محدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية المحلية.
 
وفي شهر ابريل من عام 2006، قامت منظمة أطباء بلا حدود بإجراء عملية تقييم لهذا المخيم الذي لا تتوفر فيه الشروط الصحية والمعيشية الأساسية، فتضمنت النتائج تواجد مؤشرات صحية لدى السكان مثيرة للقلق نتيجة للظروف المعيشية المزرية. ومن ضمن هذه المؤشرات مشاكل صحية أساسية تشمل الإسهال، وإلتهابات الجهاز التنفسي وسوء التغذية. وفي شهر مايو من نفس العام، قامت أطباء بلا حدود بفتح عيادة طبية ومركز للتغذية العلاجية بالقرب من المخيم. وبحلول نهاية السنة، أشرفت العيادة على تقديم 140 فحصا طبيا في المتوسط يوميا بينما قدم مركز التغذية العلاج لما جموعه 665 طفلا منذ ذلك الحين. 
 
جاءت "ج" لعيادة أطباء بلا حدود برفقة أبنيها التوأم الذين جاءت ولادتهما مبكرة. تبلغ "ج" من العمر 18 عاما فقط فهي تزوجت قبل 8 أشهرولكن زوجها تركها فيما بعد حيث كان لديه زوجة أخرى إضافة الى رفضه تقديم الرعاية ل "ج" وأولادها. وفي شهر آذار، تم طرد "ج" من الملجأ التي كانت تعيش فيه من قبل السلطات بسبب قرب مكان الملجأ من الطريق العام. تعيش "ج" الآن مع والدتها ومصدر دخلهما الوحيد هو التسول.
 
العيش حيثما إنتهى بهم المطاف

إن البعض من أقليات الروهينجا لم ينتقل أبداً من المنطقة الشاطئية التي إستقروا فيها بعد فرارهم من ميانامار. تلك المجموعة تعيش على طول شاطىء شاملابورحيث أن الصيد هو مصدر رزقهم الوحيد. وهم يعملون لمالكي قوارب بنغلاديشية بأجور هزيلة.

تعمل أطباء بلا حدود على إدارة عيادة متنقلة في شاطىء شاملابور والتي بدورها تقدم الرعاية والتوعية الصحية للاجئين من أقليات الروهينجا الذين يعيشون هنا. والأمراض الأكثر شيوعا هي أمراض الجهاز التنفسي والجلدية.
 
يضطر فريق أطباء بلا حدود للقيادة لمدة ساعة على طول الشاطىء من أجل الوصول للعيادة لتجنب قطاع الطرق إضافة الى تنسيق تحركاته وفقا للمد والجزر. عند وصول الفريق للمكان، يبدأ العمل من غرفة تم تحويلها الى مستودع مقسم الى أجزاء عن طريق فواصل بلاستيكية بينما يتم استعمال شرفة المتجر المجاور كغرفة انتظارللمرضى.
 
"ن" هي إمرأة جاءت من ميانمار قبل 14 عاماُ ومنذ ذلك الحين عاشت على الشاطىء مع عشرة من أفراد عائلتها التي تتكون من أربع بنات وولدين بالإضافة إلى زوجاتهم وأطفالهم. أما زوجها فتوفي قبل 6 سنوات. وتقول ن "جئنا إلى بنغلاديش بسبب إستيلاء الجيش البورمي على أرضنا وأبقارنا وكل ما نملك". وتضيف " أما هنا فالصيد هومصدر رزقنا الوحيد، وكل ما نصطاده يذهب إلى صاحب القارب  بينما تعتمد أجورنا على كمية السمك التي نصطادها".
 
عدد الأيام المتاحة للصيد خلال الشهر لا تتجاوز في متوسطها 10 أيام بإستثناء فترة موسم الأمطار التي تمتد من يونيو إلى أغسطس حيث يكاد أن يكون من المستحيل الصيد خلال تلك الفترة من السنة. وهذا يجعل متوسط الدخل لا يكفي لسد احتياجات أسرة مكونة من 10 أفراد.

وتجدرالإشارة إلى أن سكان بنغلاديش يواجهون نفس المشاكل التي تعيشها أقليات الروهينجا غير أن هذه الأقليات لا تخشى على حياتها في بنغلاديش. وتقول ن"في حال عدت إلى ميانمار بعد كل هذا الوقت فسيكون مصيري السجن أوالتعرض لإطلاق نار"، وتضيف قائلة: "هنا لا نتعرض لأي مضايقات على الأقل".
  

ما وراء تلك الحدود
 
إن لدى أقليات الروهينجا تاريخا طويلا في عبور الحدود بين ميانمار وبنغلاديش. لقد جاء بعضهم منذ زمن بعيد إلى منطقة شيتاغونغ، شمال تيكناف وقاموا بإنشاء مشاريع تجارية. وكغالبية الشعب البنغلاديشي، يتخذون من الإسلام دينا إضافة الى أن لغتهم لا تختلف كثيراعن اللهجات المحلية في المنطقة الشرقية من بنغلاديش.
 
أما اليوم، فتواجه أقليات الروهينجا صعوبات كبيرة في الإندماج في المجتمع البنغلاديشي نظرا لعدم الإعتراف بهم كلاجئين منذ عام 1994 وهذا يجعلهم عرضة للتمييز والإستغلال. وبغض النظرعن الظروف المعيشية المزرية التي تتخلل كل من مخيم تل وشاطىء شاملابور، استمرت أقليات الروهينجا في النزوح وهجر أراضيها على مدى الخمسة عشرة عاما الماضية.  وهنا لا يسع المرء إلا أن يتساءل عن طبيعة الحياة الموجودة على الجانب الآخر من الحدود ان كان مخيم تل هو المكان الذي يفضلون العيش فيه.
.
 


اضغط هنا لتصفح معرض الأفلام
 
 


النازحين

 
  جميع الحقوق محفوظة © لمنظمة أطباء بلا حدود  |     شروط الاستخدام | خصوصية المعلومات