JavaScript Menu, DHTML Menu Powered By Milonic
 
  
 
الصفحة الرئيسية  |  خارطة الموقع  |    بحث        
 
الإسم:
البريد الالكتروني:
أدخل عنوان بريدك الالكتروني لتشترك في رسائلنا الإخبارية
















 
 
 
أطباء بلا حدود تعالج الجرحى العراقيين
12 سبتمبر 2007

ِتسبب انفجار سيارة مفخخة في تمزيق نصف وجه أحمد البالغ من العمر 8 سنوات، و سلبه عينه ورجله اليسرى. لم يتمكن أهله من التعرف عليه إلا بعد مضي نصف ساعة من تواجدهم في نفس الغرفة، و قد منعته الصدمة من الكلام.
 
يحكي والد أحمد أن هذا الأخير "كان لوحده في المستشفى و لم يكن أحدا برفقته لما تم بتر رجله، كان فقط طفلا لا يعرفه أحد داخل مستشفى". لم يعثر الوالد على ابنه إلا بعد مضي تلاتة أيام.
 
باءت العديد من العمليات التي أجريت لأحمد لإعادة بناء وجهه، بما فيها محاولات لزرع الجلد، باءت بالفشل، فتوجه مع والده إلى فريق منظمة أطباء بلا حدود في عمان حيث وصل في شهر ديسمبر 2006. وتقود المنظمة هناك برنامجا جراحيا لمعالجة جرحى الحرب العراقيين منذ غشت 2006 في مستشفى الهلال الأحمر الأردني.  وخضع أحمد لعمليتين جراحيتين شاملتين في شهر أبريل 2007، و تم برمجة 3 عمليات أخرى لإعادة بناء أنفه و شفتيه. ومنذ انطلاق البرنامج، قامت المنظمة برعاية 210 مرضى من بينهم أحمد.
 
شرعت منظمة أطباء بلا حدود في تقديم الأدوية الأساسية والمساعدة الطبية لعدد من المستشفيات داخل العراق. وكانت المنظمة قد انسحبت من هذا البلد من جراء تدهور الأوضاع وتحولت جهود المنظمة لمساعدة العراقيين إلى عمان حيث أطلقت برنامجا يسيره طاقم جراحين معظمهم من العراقيين.
 
نظام صحي مشلول
 
تعد مشكلة النظام الصحي من أخطر مخلفات اشتداد العنف في العراق. حيث تفتقر المستشفيات في بغداد للأدوية والأجهزة الجراحية و حتى الكهرباء في بعض الأحيان. و علاوة على الحاجة إلى المستلزمات الطبية، فالحاجة أكبر إلى الأطباء.
وحسب تقديرات جمعية الأطباء العراقيين، فأن نصف الأطباء المسجلين، البالغ عددهم 34000 عام 2005، قد فر من البلد، بينما تم اغتيال 2000 منهم.
 
ويقول الدكتور بسام، وهو أخصائي عراقي في تقويم العظام يعمل ضمن فريق المنظمة، يقول إنه "من شبه المستحيل إجراء عملية جراحية حاليا في العراق". وأضاف أن "الأطباء قد هاجروا بحثا عن الأمان في شمال البلاد أو خارجه بما أنهم من أكثر المستهدفين، و قد اختطف الكثير منهم بعد اندلاع الحرب في 2003. فوقعوا بين المطرقة و السندان".
 
ساهمت كل هذه العوامل في شل و زعزعة النظام الصحي، و يتردد نفس السيناريو يوميا حيث أدت الهجمات المتكررة إلى زيادة أعداد الجرحى مما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات بهم.
وفي العادة، يتم إعطاء علاج مؤقت للمرضى يضمن استقرار الحالات، حيث يواجهون إمكانية حدوث بعض المضاعفات. كما يخاف البعض من الذهاب إلى مستشفيات تسيطر عليها طائفة مختلفة، أو حزب سياسي مختلف أو مجموعة مسلحة.
 
يشرح لنا الدكتور ر. المنسق الطبي في عمان و الذي يعتبر من أمهر الجراحين العراقيين،  أن "لدينا مشكل فيما يخص النظام الصحي إجمالا، حيث يتعلق الأمر بالتكفل بالمريض منذ لحظة إصابته حتى لحظة إجراء العمليات الجراحية الجزئية أو النهائية، مرورا بمرحلة نقله و دخوله غرفة المستعجلات". و يضيف:  "نرى الكثير من الإصابات التي لم يتم معالجتها أو تشخيصها  بطريقة محكمة، و شتى حالات التعقيدات من جراء عمليات ضرورية لم تجرى بطريقة جيدة".
 
الوصول إلى عمان
 
توفر عمان مناخا مستقرا يمكّن الأطباء من القيام بعملهم بسلام و يستطيع فيه المرضى مثل أحمد قضاء فترة نقاهة ملائمة. تقوم شبكة من الجراحين العراقيين بتحويل الحالات الحرجة على البرنامج في عمان، حيث تتم دراسة ملف المريض الطبي بدقة. وحين يتم قبول المصاب، تدخل المنظمة في مسار شاق و طويل حيث تتولى نقله و القيام بالإجراءات الإدارية لآستقدامه إلى عمان.
 
تقنيات دقيقة لحالات صعبة
 
يتطلب علاج مصابي الحرب العراقيين اللجوء إلى أحدث و أدق التقنيات نظرا لتعقيد وخطورة الحالات. فعلى سبيل المثال، لجأ الجراح الذي أجرى العملية لأحمد إلى أخذ أجزاء من عضلات وجلد ظهره لزرعها في وجهه.
 
و يستعمل جراحو المنظمة نماذج الكترونية ثلاثية الأبعاد لتهيئ و برمجة جراحة الوجه و الفك.
" نحن لا نقوم بجراحة تجميلية بل نحاول القيام بجراحة عملية، قد يستغرق البعض منها 11 أو 12 ساعة. و يحتاج البعض إلى 6 أو 7 عمليات و يظلون في المستشفى لفترة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أشهر".
 
إصابات مقاومة للعلاج
 
يعاني نصف المرضى تقريبا من جروح ملتهبة و كسور غالبا ما تكون مقاومة للمضادات الحيوية. ولعل السبب في تعفن الجروح راجع إلى ظروف النظافة و طول انتظار العلاج في المستشفيات العراقية.
 
يعلق الدكتور ر. " نتلقى مرضى بجروح متعفنة يصعب التعامل معها. يقود سوء أو عدم استخدام المضادات الحيوية في العراق إلى ظهور بكتيريا مقاومة للعلاج. هذه البكتيريا تقاوم تقريبا كل أنواع المضادات الحيوية ما عدا القليل منها، و هذا النوع الأخير باهض التكاليف".
 
ليست هذه إلا البداية
 
يصل قرابة 40 مريضا شهريا إلى برنامج المنظمة في عمان. و تحاول هذه الأخيرة أن تضاعف طاقة البرنامج الاستعابية. ورغم ذلك، يبقى عدد الجرحى الذين يتم علاجهم جزءا بسيطا ليس إلا من المدنيين العراقيين المحتاجين إلى رعاية جراحية . و تحاول فرق المنظمة أن تجد سبلا أخرى لمساعدة العراقيين المتضررين من الصراع.
 
 اضغط للمزيد من التفاصيل عن مشروعنا في عمان
 
 


اضغط هنا لتصفح معرض الأفلام
 
 


مستشفى غزة

 
  جميع الحقوق محفوظة © لمنظمة أطباء بلا حدود  |     شروط الاستخدام | خصوصية المعلومات